كشفت
دراسة حديثة تختص بمرضى السكري الذين يصومون خلال شهر رمضان، أن التغير في
نمط تناول الأطعمة يمكنه أن يسبب مخاطر ومضاعفات صحية لمرضى السكري لا
سيما مرضى النوع الثاني الذين يتناولون عقار جانوفيا(JANUVIA).
وأظهرت الدراسة وهي الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، وجود ضعف في
مستوى الوعي بين مرضى السكري بالمخاطر التي ينطوي عليها صيامهم خلال
رمضان.وشددت الدراسة التي شملت 1066 مريضا في 43 مركزا إكلينيكيا بمنطقة الشرق الأوسط، على ضرورة تحري الدقة في قياس مستويات السكر في الدم أثناء الصيام، مع المحافظة عليها ثابتة.
وقال الدكتور وائل القاسم مدير عام شركة «إم إس دي» المعنية بالدراسة أن الهدف منها التعرف على أهم المشكلات التي يواجهها مرضى السكري نتيجة الصيام، بهدف تطوير حلول علمية تساعد مرضى السكري الذين يصرون على الصيام خلال رمضان من دون تعرضهم لمضاعفات أو مشكلات صحية.
وأكد أهمية نتائج هذه الدراسة وضرورة أخذها بعين الاعتبار، معللا بأن انخفاض مستوى السكري في الدم يعد من الأعراض الخطرة التي تؤثر على حياة مرضى السكري. وأضاف: «إلى جانب أنها مشكلة صحية شائعة تواجه مرضى السكري الذين يصرون على الصيام خلال شهر رمضان، فقد يتسبب السكري بمضاعفات خطرة قد تصل إلى الوفاة في حال لم يتم التعامل معه وعلاجه بشكل صحيح»، مشيرا إلى أن أحدث أرقام الاتحاد العالمي للسكري توضح وفاة أكثر من 15 ألف مواطن سعودي كل عام نتيجة الإصابة بمرض السكري ومضاعفاته.
على الرغم من المخاطر الصحية التي ينطوي عليها صيام مرضى السكري، فإن الأبحاث الطبية أظهرت أن 50 مليون مريض بالسكري حول العالم؛ منهم 79 في المائة يعانون من النوع الثاني، يصرون على مواصلة صيامهم خلال شهر رمضان، الأمر الذي يتعارض مع النصائح الطبية التي يقدمها الأطباء لهم.
من جهته، أوضح الدكتور سعود السفري مدير الأقسام الطبية بمستشفى «الهدى للقوات المسلحة» بمدينة الطائف أن نقص تناول الأطعمة وزيادة التمارين الرياضية إلى جانب تناول عقاقير معينة مضادة لمرض السكري، تعد من أهم العوامل المؤدية للإصابة بنقص مستوى السكر في الدم من النوع الثاني.
ولفت إلى تعرض مريض السكري، في حال لم يتم علاجه، إلى مشكلات صحية خطرة؛ منها فقدان الوعي، والتشنجات، والنوبات المرضية، وهي حالات تتطلب تدخلا طبيا عاجلا.
وكانت مدينة جدة شهدت أول من أمس تنظيم الاجتماع الإعلامي بفندق «راديسون ساس بلو»، وأعلت خلاله شركة «إم إس دي» للأدوية عن إطلاق حملتها التوعوية لمرضى السكري، لمناقشة صيام مرضى السكري من النوع الثاني.
وتضمنت الحملة التي من المتوقع أن تساعد أكثر من 19 في المائة من سكان المملكة يعانون من السكري حاليا، إعداد ملف متكامل للأطباء والمتخصصين يتيح لهم مساعدة مرضى السكري من خلال تقديم النصائح والإرشادات لهم، وتم تصميمه خصيصا لإمداد المتخصصين بمعلومات إضافية يحتاجونها حتى يضمنوا أن يتخذ مرضى السكري قرار الصيام بناء على معلومات متكاملة وعلمية والمحافظة على مستويات السكر في الدم.